ان استغلال الانسان للبيئة ومواردها لرفاهيته دون
الاهتمام بالبيئة، كانت احدى الاسباب المباشرة في التدهور البيئي، مع وجود استنزاف
شبه كامل للموارد الطبيعية كما ان وجود مستويات مرتفعة من التلوث البيئي ستؤدي الى
كوارث طبيعية وتفشي الجوع في مناطق متفرق من العالم. وظل هذا الحال سائداً الى عام
1972 الذي شهد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية في العاصمة السويدة ستوكهولم
تحت شعار (لانملك إلا كرة أرضية واحدة) وخلص انه مع استمرار الوضع الحالي في العالم
فإن ذلك سوف يؤدي خلال مئة عام الى استنزاف شبه كامل للموارد الطبيعية وانه وجود مستويات
مرتفعة من التلوث البيئي ستؤدي الى كواث منها الانفجار السكاني، وازمة المياه ، واضمحلال
طبقة الاوزون وغيرها.
العامل البيئى الذى يؤثر بصورة مباشرة على كل السكان يتمثل فى المناخ فهو السبب الرئيسى للإختلاف الجنسى بين بنى البشر من حيث شكل وحجم ولون الجلد ، ولكن ليس من الواضح كيف يؤثر المناخ على النشاط البشرى رغم مرور قرون من إعمال الفكر والتأمل فى تأثيراته على الشخصية والسلوك الإنسانى .
اعتقد أرسطو أن الناس الذين يعيشون فى مناطق المناخ
البارد يكونون أكثر شجاعة ولكنهم ضعفاء برغم ذلك بينما الناس الذين يعيشون فى مناطق
المناخ الدافئ يكونون أكثر عمقاً فى التفكير ولكن بدون نشاط أو حيوية .
وفى العصور الوسطى يقارن المؤرخ العربى إبن خلدون
بين بلادة الحس ونقص الحيوية فى سكان مناطق المناخ البارد والطبيعة الإنفعالية والاستعداد
للاستسلام لمشيئة الطبيعة التى يتميز بها سكان المناطق الدافئة.
يمكننا تمييز ثلاث أنواع رئيسية من التغير تؤثر على الإنسان بطرق مختلفة تماماً تتضمن كل التأثيرات الإيجابية والسلبية على النشاط البشرى وهى :
أولاً : التغير العادى طويل الأمد مثل إطماء السواحل
ومجارى الأنهار ، فالطمى يلعب دوررئيسى فى المحافظة على خصوبة تربة السهول الفيضية
من أجل الزراعة ولكنه أيضاً يعجل من تدهور موانئ ذات أهمية كبرى.
ثانياً : التغير العادى قصير الأمد
وهو المحتمل التغير الأكثر أهمية بين أنواع التغيرات المختلفة ويتمثل فى تعاقب فصول
السنة الذى ينظم الزراعة إلى حد كبير وكذلك الهجرة السنوية للحيوانات والأسماك والتى
تتحكم بدورها فى معيشة الصيادين.
ثالثاً : التغير السريع الذى لا يمكن التنبؤ به
مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات التى تؤثر بصورة واضحة على الإنسان ، فالفيضانات
فى وادى الميسيسبى فى الولايات المتحدة الأمريكية وفى برزبين فى استراليا فى سنة
1974م ، وإجلاء سكان جزيرة هيماى بالقرب من أيسلندا نتيجة ثورانات بركان سنة 1973م
، كلها توضح إلى أى مدى يمكن للتغيرات الطبيعية الفجائية أن تقدم مصادر جدية بالنسبة
للإنسان.
رغم هذه الصعوبات فإن الإنسان يحاول بسط سيطرته على كل أجزاء الأرض وتاريخه يمثل واحداً من قدراته المتزايدة لاستخدام البيئة لصالحه ومع ذلك لا يمكن لهذه السيطرة أن تكتمل بسبب العوائق القوية المفروضة بواسطة الطبيعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق