الاثنين، 12 ديسمبر 2016

ظاهرة الهدر المدرسي بالمغرب : الأسباب، النتائج والحلول المقترحة

الهدر المدرسي هو الانقطاع عن الدراسة الذي يحصل في مسيرة المتمدرس أو المتمدرسة والتي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته أو ترك الدراسة قبل مرحلة معينة وذلك لأسباب عدة .
هذه الظاهرة تحول دون تطور أداء المنظومة التربوية، خصوصا في العالم القروي، و يؤثر سلبا على مردوديتها الداخلية، وتشير المعطيات إلى أن نسبة الانقطاع عن الدراسة في المرحلة الابتدائية في المغرب تصل إلى %4 في المائة عند مجموع التلاميذ. بينما تصل نسبة الهدر في المستويين الإعدادي والثانوي إلى قرابة %6.3 في المجموع. وتعتبر مرحلة الانتقال من التعليم الابتدائي إلى الإعدادي الأكثر حدة إذ قاربت النسبة 10 في المائة حسب مؤشرات وزارة التربية الوطنية.
أول ضحايا الهدر المدرسي بالمغرب هم الفتيات بنسبة %58.4 وأطفال البادية بنسبة %80، و%40 من الأطفال المغادرين يحترفون الآن مهنا مختلفة.
ما هي أسباب ظاهرة الهدر المدرسي ؟
من بين هذه الأسباب نجد ما هو متعلق بالظروف الشخصية للطفل والتي تتعلق بظروف اجتماعية واقتصادية من بينها : الفقرـ ضعف دخل الآباء ـ الوضع الصحي ـ كثرة الأبناء ـ الطلاق ـ أمية الآباء ـ الزواج المبكر بالنسبة للفتيات ـ بعد المدرسة عن المنزل ...
ونشير أيضا إلى سبب آخر وهو رفقة السوء التي من الممكن أن تؤدي بدورها إلى الانقطاع عن الدراسة، حيث يتأثر الطفل بأصدقائه غير الراغبين في الدراسة.
ومن الأسباب المساهمة في الهدر المدرسي كذلك نجد ما هو متعلق بالمنظومة التربوية  كارتفاع تكاليف الأدوات المدرسية بالنسبة للأسر التي تعاني من ارتفاع الأسعار،وتدني مستوى التعليم العمومي، حيث أصبحت علاقة الطفل بالمدرسة أصبحت علاقة نفور، إذ تلاشى الرابط بين التلاميذ ومدرسيهم بسبب العنف والتهميش.
وأيضا  تعاني المدرسة من نقص في التجهيز وضعف في تكوين المدرسين لمواكبة حاجيات الأطفال ومشاكلهم، ومن الأسباب الأخرى ، كالتفكك الأسري، وأمية الآباء والأمهات، وتأثير الشارع، والمخدرات والبطالة، والرغبة في الهجرة إلى الغرب.
لنتعرف على نتائج الهدر المدرسي :
نتائج الهدر المدرسي ممكن أن تكون خطيرة جدا فهو يؤدي إلى انتشار الأمية، البطالة ، الإنحراف وإنتشار الجريمة و هدر الموارد المالية للدولة.
وكدلك تنتج عن هده الظاهرة نتائج ذات تأثير سلبي على الفرد و المجتمع، قد تؤدي إلى نشوء مجتمع عاجز جاهل تنتشر فيه قيم الجهل والأمية غير قادر على مواكبة تطورات الحياة، والفرد يحس بالنقص أمام رفقائه من المتعلمين وغير قادر على استعمال العقل في ما يتعرض له من مشاكل يومية امام التطوةر التكنولوجي الدي نعرفه حاليا.
الحلول المقترحة للتخفيف من الظاهرة :
وصلنا لنهاية الموضوع وكخاتمة سنقدم بعض المقترحات للتخفيف من حدة الهدر المدرسي :
حسب تجربتي البسيطة حول الهدر المدرسي فصمام أمان التلميذ ضد الانقطاع عن الدراسة هو تكوينه تربويا على أسس متينة منذ بداية مشواره الدراسي.
توعية الأباء من طرف الأطر التربوية بأهمية التربية والتعليم خاصة في العالم القروي الذي يعرف انتشار هذه الظاهرة بشكل مخيف.
على الوزارة المختصة توفير النقل لتسهيل ظروف تنقل التلاميذ من وإلى المدرسة.
إنشاء دار الطالبة وتوفير المطاعم أمر ضروري.
دعم المدرسين بالعالم القروي وتوفير السكن لهم لتحفيزهم على الاشتغال.
ادخال التكنولوجيا الحديثة في طرق اكتساب المعارف لمواكبة التطورات.
ينبغي أن يصبح المجتمع بكل مكوناته معني بهذه الظاهرة من سلطات مختصة والمجتمع المدني والفاعلون التربويون رجال ونساء التدريس والتلاميذ الآباء، وذلك للتخفيف على أقل تقدير من هذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق المجتمع المغربي.

الخميس، 17 نوفمبر 2016

الصراع بين الإنسان والبيئة الطبيعية



تدرَّجت حِدَّة الصراع بين الإنسان والبيئة الطبيعية بمرور الأجيال والأزمان، حيث كان الإنسان في بداية نشأته يستخدم الأدوات اليسيرة في تعامُله مع الطبيعة، وفي ظلِّ التقدم الحضاري، ونُمُوِّ القدرات البشرية الخلاَّقة، والتطور التدريجي على مرِّ العصور - ظهرت الآثار المدمرة على البيئة من جانب، وعلى الإنسان نفسه من جانب آخر، حيث أنَّ الصراع الجديد من أجل الحياة، ثُمَّ من أجل تحقيق الرفاهية والرخاء في المعيشة - أصبح يُلهيه عن الأخطار المحيطة به، والتي تُهدد أمنه وبقاءه، وتُهدد البيئة من حوله، وهذا أدركه الكثير من دُوَل العالم في مجال علاقة "المواجهة بين التَّحدي البيئي ومستقبلِ كوكب الأرض".
فيعيش الإنسان في البيئة، ويتعاملُ مع مُكوناتها، ويؤثر فيها ويتأثر بها، محاولاً توفير حاجاته الضرورية لبقائه واستمراره، ففي الماضي كان هناك وِفاق بين الإنسان وبيئته، بحيث كانت تكفيه مُكوِّناتُها ومواردها وثرواتها؛ إلاَّ أن الزيادة الكبيرة في أعداد السُّكان انعكست على البيئة في ظهور كثير من المشكلات، مثل: استنزاف وإهدار الموارد والثَّروات الطبيعية، وانحسار التربة الزراعيَّة، وتَدَنِّي خصوبته ، وبالتالي نَقْص الغذاء وزيادة حجم الفَضَلات والمخلَّفات والنفايات.
بذلك التلوث الذي نخشى عواقبَه بالنسبة لتكوين المياه أو الهواء أو التربة - تتأثر سلبيًّا المواردُ الأساسيةُ التي يعتمد عليها الإنسان في حياته، وغالبًا ما تنشأ هذه المتغيرات البيئية كناتج فرعي لعمليات التقدم التكنولوجي في المجالات المختلفة و التي حدثت بعد الثورة الصناعية في أوروبا واكتشاف النفط في الشرق الأوسط، وما صاحب ذلك من عمليات واسعة في مجال قطع الأخشاب وتعدين الحديد وإنتاج النفايات وصيد الحيوانات وغيرها من الأنشطة المؤثرة على البيئة، والتي لم تشهدها القرون السابقة أو بفعل الإنسان نفسه، ولكن الواضح أنَّ إدراكَ أهمية حماية البيئة من هذه المكونات جاء متأخرًا بعد أن تعرَّضَت معظم عناصرها للتخريب والتبديد.
إنَّ الإنسان أمضى نصف تاريخه على الأرض يحمي نفسه من تهديدات ومخاطر البيئة، وسيمضي النِّصف الآخر يحمي البيئة من آثار نشاطه الزراعي والصناعي، وأصبحت البيئة هي التي تُعاني تَهديدَ الإنسان لها وتأثيره الضارَّ عليها.

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

كيف تؤثر البيئة على الانسان


ان استغلال الانسان للبيئة ومواردها لرفاهيته دون الاهتمام بالبيئة، كانت احدى الاسباب المباشرة في التدهور البيئي، مع وجود استنزاف شبه كامل للموارد الطبيعية كما ان وجود مستويات مرتفعة من التلوث البيئي ستؤدي الى كوارث طبيعية وتفشي الجوع في مناطق متفرق من العالم. وظل هذا الحال سائداً الى عام 1972 الذي شهد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية في العاصمة السويدة ستوكهولم تحت شعار (لانملك إلا كرة أرضية واحدة) وخلص انه مع استمرار الوضع الحالي في العالم فإن ذلك سوف يؤدي خلال مئة عام الى استنزاف شبه كامل للموارد الطبيعية وانه وجود مستويات مرتفعة من التلوث البيئي ستؤدي الى كواث منها الانفجار السكاني، وازمة المياه ، واضمحلال طبقة الاوزون وغيرها.

العامل البيئى الذى يؤثر بصورة مباشرة على كل السكان يتمثل فى المناخ فهو السبب الرئيسى للإختلاف الجنسى بين بنى البشر من حيث شكل وحجم ولون الجلد ، ولكن ليس من الواضح كيف يؤثر المناخ على النشاط البشرى رغم مرور قرون من إعمال الفكر والتأمل فى تأثيراته على الشخصية والسلوك الإنسانى .
اعتقد أرسطو أن الناس الذين يعيشون فى مناطق المناخ البارد يكونون أكثر شجاعة ولكنهم ضعفاء برغم ذلك بينما الناس الذين يعيشون فى مناطق المناخ الدافئ يكونون أكثر عمقاً فى التفكير ولكن بدون نشاط أو حيوية .
وفى العصور الوسطى يقارن المؤرخ العربى إبن خلدون بين بلادة الحس ونقص الحيوية فى سكان مناطق المناخ البارد والطبيعة الإنفعالية والاستعداد للاستسلام لمشيئة الطبيعة التى يتميز بها سكان المناطق الدافئة.

يمكننا تمييز ثلاث أنواع رئيسية من التغير تؤثر على الإنسان بطرق مختلفة تماماً تتضمن كل التأثيرات الإيجابية والسلبية على النشاط البشرى وهى :
أولاً : التغير العادى طويل الأمد مثل إطماء السواحل ومجارى الأنهار ، فالطمى يلعب دوررئيسى فى المحافظة على خصوبة تربة السهول الفيضية من أجل الزراعة ولكنه أيضاً يعجل من تدهور موانئ ذات أهمية كبرى.
 ثانياً : التغير العادى قصير الأمد وهو المحتمل التغير الأكثر أهمية بين أنواع التغيرات المختلفة ويتمثل فى تعاقب فصول السنة الذى ينظم الزراعة إلى حد كبير وكذلك الهجرة السنوية للحيوانات والأسماك والتى تتحكم بدورها فى معيشة الصيادين.
ثالثاً : التغير السريع الذى لا يمكن التنبؤ به مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات التى تؤثر بصورة واضحة على الإنسان ، فالفيضانات فى وادى الميسيسبى فى الولايات المتحدة الأمريكية وفى برزبين فى استراليا فى سنة 1974م ، وإجلاء سكان جزيرة هيماى بالقرب من أيسلندا نتيجة ثورانات بركان سنة 1973م ، كلها توضح إلى أى مدى يمكن للتغيرات الطبيعية الفجائية أن تقدم مصادر جدية بالنسبة للإنسان.

رغم هذه الصعوبات فإن الإنسان يحاول بسط سيطرته على كل أجزاء الأرض وتاريخه يمثل واحداً من قدراته المتزايدة لاستخدام البيئة لصالحه ومع ذلك لا يمكن لهذه السيطرة أن تكتمل بسبب العوائق القوية المفروضة بواسطة الطبيعة.